يعتبر اليوتيوب من أكثر شبكات التواصل الإجتماعي إنتشارا و إستخداما حول العالم لما توفر من خدمة تفاعلية لمشاركة الأفكار و إيراز المواهب و غيرها من الأشياء التي يمكن للمرء القيام بها بالإعتماد فقط على خدمة مشاركة الفيديوهات هاته و المسماة يوتيوب , و في السنوات الأخيرة عرف هذا الأخير إنتشارا واسعا في مجتمعنا العربي الذي بدأت بالفعل تدخل ثقافة إنشاء و مشاركة الفيديوهات , لكن الملاحظ بشدة هو التفوق الكبير لليوتيوب و اليوتيوبرز السعوديين على نظرائهم في الدول العربية الأخرى , أسباب و عوامل هذا التفوق سنتعرف عليها بالتحليل و المناقشة في العدد 5 من دردشة تقنية !
صحيح ان اليوتيوبرز في الدول العربية الأخرى يقدمون عملا رائعا و مجهودات يجب الإشادة بها , إلا أن تجربة اليوتيوب في المملكة العربية السعودية تظل فريدة من نوعها لما توفرها من وفرة و تنوع في المحتوى المقدم ! حيت أن أكثر القنوات المليونية تجدها في غالب الأحيان سعودية , اليوتيوبز في هذه الدولة تجد أن شغلهم الشاغل هو تقدبم محتوى متجدد و جذاب قصد الحصول على متابعين أكثر !
إذا ما أردنا أن نجد سببا أو علة لهذا النجاح , فأنا أعتقد أن اليوتيوبرز في السعودية يتوفرون على شتى انواع الدعم سواء المادي او المعنوى , فتجد انهم يتوفرون على أفضل كاميرات التصوير و أفضل المايكات و أيضا أفض الإظاءات , ناهيك عن الكم الهائل من الشركات الإعلانية التي تدعم بسخاء هؤلاء اليوتيوبرز ! الدعم المادي من طرف هذه الشركات يكون بصفة مباشرة دون تدخل أي شركة وسيطة متل جووجل أدسنس !
غير ذالك و ما يحعل تجربة اليوتيوب في السعودية ناجحة هو إنتشار تقافة المشاركة و الدعم و المتابعة بين الجمهور السعودي ! حيت أنهم من السهل حقا بناء قاعدة جماهيرية يوتيوبية في هذا البلد ! فقط تمتع بالقليل من الموهبة في إنشاء الفيديوهات و عمل مونتاج لها و ستجد ان قناتك تحصد مئات الآلاف من المشاهادات و الإشتراكات في هذا البلد طبعا !
طبعا أنا هنا لا ازعم أم تجربة اليوتيوب في الدول العربية أخرى , تجربة فاشلة , لكن يجب حقا الإشادة بالفرق الملحوظ بين اليوتيوب في هذه البلدان و اليوتيوب في دول السعودية , على سبيل متال اليوتيوبرز المغاربة يقدمون محتوى رائع و راقي في شتى المجالات تقريبا ( تقنية , فلوقات , تقافة عامة ... ) , لكن تجدهم في أغلب الأحيان يعانون الأمرين لأجل الوصول لعدد لابأس به من المشاهدات و الإشتراكات في قنواتهم ! و يتشكون بصفة دورية من قلة الدعم , لكن أنا صراحة أحي شريحة كبيرة منهم على إستمرارهم في هذا المجال بالرغن من كل هذه المعيقات !
إستطاع حقا الكثير من اليوتيوبرز من دول عربية غير السعودية من تحقيق نجاح باهر دون التوفر على إمكانيات أو الدعم الكافي , و لعل تجربة رغيب أمين هي أكبر دليل على زعمي هذا , و أنا في واقع الأمر لا أحصر كلامي هذا على رغيب أمين فقط , بل أن هناك بالفعل عدد كبير من أصحاب القنوات العربية إستطاعو بالفعل تحقيق الإنتشار و الشهرة بالرغم أيضا من قلة الإمكانيات و الدعم ! و هذا شيئ حقا يجب الوقوف عند بإحترام و تقدير !
ما ألاحظه شخصيا هو أن اليوتيوب في المغرب يعرف قفزة نوعية في أيامنا هذه , و ذالك بالنظر لإرتفاع و تنوع عدد قنوات الويتبوب المغربية التي تقدم بالفعل نحتوى راقي و مسؤول ! و لعل تنظيم شركة يوتيوب مؤخرا لأحد الملتقيات المسمى Youtube Creator day في المغرب هو أكبر دليل تطور اليوتيوب في المغرب , لذالك سأختم مقالي هذا بهذا السؤال .. ما هي اوجه التشايه و الإختلاف بين اليوتيوب في السعودية و المغرب ؟؟ وكيف يمكن أن نبنى تجربة يوتيوب ناجحة في المغرب ؟ و هل نحن في الطريق الصحيح ؟؟ أرائكم و تعليقاتكم هي بالفعل تغنى هذه الفقرة المسماة #دردشة تقنية لذالك لا تبخلو علينا بها !!