التعلم الذاتي عبر الإنترنيت هو أحد أحدث أنماط التعلم وأكترها نجاهة لإكتساب مهارة جديدة, ولقد بدأ هذا النمط الحديث و المبتكر من التعلم في الإنتشار بشكل واسع و خصوصا في عالمنا العربي و هذا أمر جيد و ظاهرة صحية يجب الإشادة بها . ولكن وكما تعلمون فكل شيئ له الجوانب المظلمة الخاصة به . و هذه الإخيرا مرتبط إرتباطا عميقا بإعتقاد الأشخاص الذين يتخدون من الإنترنيت كمصدر للتعلم و تطوير الدات . في هذا الموضوع سوف نتعرف و إياكم على أبرز أسباب الفشل في التعلم الداتي عبر الشبكة العنكبوتية و أكترها شيوعا بين الأشخاص .
1| المماطلة في التعلم !
من أكثر العادات السليبة إنتشارا بين المتعلمين عبر الإنترنيت والتي غاليا ماتحول دون إكمالهم لدورات الملتحقين بها, والأرجح أن جل من يقصدون الإنترنيت للتعلم و تطوير المهارات تكون لديهم رغبة في الهروب من أجواء المظغوطة للدراسة . و بالتالي إذا لم تكن قادرا على الإلتزام بنظام تعليمي صارم . و كذا الإعتماد على نفسك في التعلم فأنا أخبرك من الآن أن التعلم الذاتي عبر الأنترنيت هو آخر ما قد تفكر به . كون أن هذا النمط من التعلم يستدعي الكثير من تحمل المسؤولية في إنجاز المهام و إكمال الدروس و حتى تسليم الإختبارات في الوقت المحدد . لذا قبل أن تتخد قرار الإلتحاق بأحد الدورات على الإنترنيت .. أنا أدعوك أولا أن تنمى بعض المهارات التي من شانها أن تجعلك أقل تماطلا في التعلم . مهارات من قبيل إداراة الوقت و الإنضباط و الإلتزام و القدرة على تشجيع و بث الحماس في نفسك بإستمرار .
2| الرغبة في إنهاء الدورات بأسرع ما يمكن .
يتولد لدي البعض في بداية مسيرته في التعلم الذاتي عبر الإنترنيت رغبة جياشة في إستكمال الدورات أو المساقات الملتحق بها في أسرع ما يمكن . إعتقادا منه أن ذالك سيجعله يكتسب مهارات جديدة في وقت أقل . ولكن هذا الأمر صراحة مستحيل وغير صحي , كون أن مسألة تعلم شيئ جديد بغض النظر عن ماهية سواء تعلق الأمر بتعلم لغة جديد أو إكتساب مهاراة جديدو (التواصل . التدوين . البرمجة ) أو حتى قراءة كتاب (إلكتروني). كلها أشياء تحتاج للوقت . و من الضروري تخصيص الوقت الكافي لها في التطبيق (إذا كانت تحتاج ذالك ) و الممارسة قصد ترسيخ المعلومة في الدماغ . وتفادبا أيضا للإجهاد الذي يصاحب هذه الطريقة في التعلم .و في هذا الصدد و قصد معالجة هذا الإشكال عمدت العديد من المواقع إلى نهج سياسة تعليم جديد تنبني على إرغام المتعلمين أو الطلاب على تسجيل الدخول إلى بعض الدورات الملتحقين بها في فترات متفرقة من الأسبوع , ضمانا للإستيعاب الجيد للمواد التعليمية المقدمة و كذالك للحصول على الحد الأقصى من المعلومات .
3| الإستخفاف بنظام التعليم الذاتي .
هناك إعتقاد شائع بين العامة أساسه أن التعلم الذاتي عبر الإنترنيت أسهل مقارنة بنظيره التعلم التقليدي . وهذا و للإسف إعتقاد خاطئ تماما كون أن التعلم الذاتي يستلزم جهدا مضاعفا و ووقتا أكثر . فإذا كان الأستاذ هو الذي يشرف على جميع مناحي التعلم . فأنت مطالب في التعلم الذاتي بإشراف عن نفسك بنفسك . وأنت من تقوم بكل شيئ تقربا . ففي النهاية التعليم الذاتي هو عبارة عن مجهود شخصي . وعليه فإنه وجب عليك التحلي بنوع من المسؤولية والصرامة في تدبير و تسير الوقت الذي تقضيه على الإنترنيت في التعلم . و في الغالب نجد أن مواقع التعلم الذاتي عبر االإنترنيت تضع جدولا زمنبا صارما بحيث في كل مرة يتم طرح درس جديد في إحدى دورات التعلم الملتحق بها . يتم إرسال إشعار أو تنبيه بذالك إلى بريد الإلكتروني .
4| الغش
إذا كنت تتحلى بنوع من الجدية مسألة إكمال الدورات الملتحق بها . و الحصول على شهادة . فأنت غالبا ما ستبذل كل ما في جهد و أيضا كل ما ليس في جهدك أقصد الغش . فالغش ليس رهينا بالتعليم التقليدي في المدارس و الجامعات بل بدأ في التغلل أيضا في التعلم الذاتي عبر الانترنييت . لكن نسبة حدوته في الدورات على الإنترنيت تضل دائما قليلة مقارنة بالتعليم العادي التقليدي . ودالك راجع للتقنيات والأدوات التي تعتمد عليها المواقع في رصد و كشف الغش في حال حدوته او حتى قبل حدوثه وذالك عن طريق تثبيت برامج خاصة تعني بهذ االأمر.و أيضا قد يصل الأمر في بعض الاحيان إلى إستخدام كاميرا أتناء إجراء الإختبارات.
5| إخفاء الهوية الحقيقة للمتعلمين !
إذا قمنا بإحصائية حول الأشخاص الذين فضلو التعلم عبر الانترنيت كبديل للتعليم التقليدي . سنجد حتما أن أغلبهم لديهم مشكلة في التواصل مع الأخرين و يتسمون بالخجل و الإنعزال . لذالك تجدهم يعمدون دائما على إخفاء هوياتهم الحقيقة لسبب أو لآخر . لذلك إذا كنت من نوعية هؤلاء الأشخاص فلا مفر لك من العمل الجدي القضاء على متل هذه الصفات التي تحول دون إكمال مسيرتك التعليمية سواء على الشبكة الإفتراضية الإنترنيت او حتى على أرض الواقع .
و في نهاية الأمر أنت مجبر على الكشف عن هويتك و شخصيتتك الحقيقة في حالة ما أردت الحصول على شهادة موثوقة بعد إتمامك للمنهج الدراسي الذي إلتحق به . من جانب آخر نجد أن بعض الدورات على الإنترنيت تشترط قدرًا عاليًا من المشاركة والمناقشات و كذالك التفاعل لتجتازها بنجاح. لذالك حاول قدر الإمكان التقليل من التوتر والقلق من مواجهة المحاضرين وزملاء الدورة؛ وانخرط في المناقشات وشاركهم بآرائك دون حرج . و ذاك لكي تضمن إقصى إستفادة . و لا تنسى أن التعلم ليس مقتصرا على إدخال أكبر قدر من المعلومات بل هو في نهاية االأمر إكتساب لمهارات جديدة .
أختم كلامي هذا بهذه المقولة الرائعة " التعليم سيجلب لك مصاريف المعيشة . التعليم الذاتي سيجلب لك ثروة " . وصراحة هاته المقولة يجب أن تأخدها كشعار لك في الحياة في حالة ما أردت فعلا أن تبني ثروتك الخاصة سواء على أرض الواقع أو بالإعتماد على الإنترنيت . فأغنى أغنياء العالم الأن متل ستيف جوبز و بييل جيتس و مارك زوكنبيرغ و غيرهم .. كلهم أشخاص لم ينجحو في إستكمال مسيرتهم الدراسية التقليدية . لكن كانو يعلمون جليا أن التعلم الذاتي هو سبيلهم الأمثل لتحقيق مرادهم . وانا أعلم أن هذا النمط من التعلم لم يتغلل بشكل الصحيح في عالمنا العربي . ربما إنتشار بعض الأقاويل و المفاهيم المغلوطة حوله كان سبب ذالك . فبفضل هاته الأخيرة أصبح البعض يعتقد أن التعلم عبر الإنترنيت يمكن في شراء بعض الشهادات دون أي جهد يدكر .